Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
tanani7
tanani7
Publicité
Archives
tanani7
Derniers commentaires
21 décembre 2006

لاخصاص: معطيات أنتربولوجية

180px_Antiatlas_westl_nahe_tafraoute180px_Antiatlas_westl_ortschaft180px_Antiatlas_westl_tafraoute_markt180px_Antiatlas_westl_taL_der_Ammeln

عن منشورات مركز الدراسات الانتروبولوجية والسوسيولوجية التابع للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، وضمن سلسلةالدراسات، صدر للدكتور محمد ألحيان كتاب وسمه بعنوان: >دراسات أنتروبولوجية في الاطلس الصغير الغربي: لاخصاص >Etudes anthropologiques en anti-Atlas occidental: Lakhsas<· ويشكل هذا الكتاب امتداد للعمل البحثي والعلمي للكاتب الذي سبق له أن أنجز في بداية الثمانينات وبالضبط سنة 1983 أطروحته للسلك الثالث بإحدى الجامعات الباريسية حول موضوع: >البنيات العائلية والتحولات السوسيوثقافية بالأطلس الصغير الغربي< تحت اشراف الباحثة الفرنسية المعروفة لاكوست دوجاردان، ونشر مساهمات علمية حول قبيلة لاخصاص في الموسوعة المغربية المشهورة >معلمة المغرب<· هذه الدراسة الحالية أخذت بعين الاعتبار جزءا مهما من الوقائع التاريخية التي شهدها الاطلس الصغير الغربي مع اعطاء الاهمية للتحولات السوسيوثقافية التي حدثت بنفس المنطقة وقد احتل فيها مجال القرابة مكانة مركزية وكبرى بالنظر الى العديد من الاعمال والدراسات البحثية المنجزة من طرف ثلة من الباحثين الانتروبولوجيين طيلة العقدين الاخيرين والتي تمحورت حول هذا المجال أي مجال القرابة وأعطت هذه المساهمة العلمية أهمية خاصة للمعطيات الناتجة عن تفاعل ما هو اقتصادي وما هو سياسي في المجال المرتبط باللف كبنية سوسيو سياسية
يتوزع الكتاب الى مجموعة من الفصول· هي: الفضاء والمجتمع بلاخصاص - البنيات العائلية بلاخصاص - القبيلة واللف بالاطلس الصغير الغربي: محاولة تأويل - لاخصاص: مجموع في تحول· وينتهي ببيغلوغرافية متنوعة وغنية·
في الفصل الأول تناول المؤلف الامتداد الطبيعي والجغرافي لمنطقة لاخصاص والمنافذ المؤدية الىها متوقفا عند نوعية المناخ السائد بها وحالة الفرشة المائية بها مستحضرا فترات الجفاف التي عرفتها المنطقة وخصوصا في سنوات 1946 و1962 و1981 وما يميز المنطقة من تخزين لمياه الامطار في صهاريج تحت ارضية تسمى تنوطفيوين نظرا لصعوبة حفر الآبار، وقد انعكست هذه المعطيات الطبيعية على الغطاء النباتي الذي يمتاز بغلبة شجرة أركان وبعض النباتات الصحراوية الشوكية مثل أزاض وأزوكا، كما تتوفر بالمنطقة أنواع مختلفة من الطيور مثل ئكيدر وتاووكت وأكايوار وتاسكورت إضافة الى مجموعة من الحيوانات والوحيش هذه الحيوانات لها وجود وحضور في الأدب الشفوي المحلي، ولكل واحد منها رمزه ودلالته، كما أنها تستعمل هي والنباتات المختلفة في اعداد وتحضير مواد الطب الشعبي قصد العلاج·
على المستوى التاريخي ورغم ذكر ابن خلدون - المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع - لمنطقة لاخصاص رابطا إياها بقبيلة لمطة لاحظ المؤلف أنه ورغم قدم المنطقة ووضعها الاستراتيجي الممتاز فإن تاريخ قبيلة لاخصاص ظل مهملا ولا يتم التأريخ لها الا من خلال التأريخ لزاوية تازروالت وشيخ الطريقة الجزولية سيدي حماد أوموسى· هذه الزاوية بطبيعتها الأرثودوكسية لم تستطع فرض نظامها الديني التقليدي على مجتمع لاخصاص، والدليل على ذلك هو وجود قوانين لتنظيم أحوال المجتمع تسمى إزرفان
فيما يرجع للجانب الاقتصادي والاجتماعي أورد المؤلف أن مجتمع لاخصاص يتميز بوجود مجموعة من البنايات القبلية وهو: أيت بوياسين، أيت بوفولن، أيت ئعلاتن وئدلعربا،، ويمارس السكان مجموعة من الانشطة الاقتصادية كتربية المواشي والفلاحة والتجارة وتسويق مواد شجرة أركان المعطاء
وخصص الكاتب الفصل الثاني من كتابة لدراسة البنيات العائلية بلاخصاص، وذلك من خلال تناول مختلف العادات والتقاليد المميزة للعرش بهذه المنطقة مركزا أكثر على الدراسة الانتروبولوجية للمحاورات الشعرية النسائىة المرافقة لحفل الزواج بسوس والمعروفة بتانكيفت، وأسهب المؤلف في تحليل هذه المحاورات شكلا ومضمونا ولاسيما على مستوى الصور الشعرية والرمزية السائدة بها بعد أن قسمها الى مجموعة من الاجزاء، وقام المؤلف في ارتباط بالمجال الذي حدده لدراسته وهو مجال القرابة والحياة الاجتماعية بشكل عاك وباعتماد مستخلصات واستنتاجات كل من العالمين بيير بورديو وكلود ليفي ستراوس وارتكازا الى عمل ميداني واضح ومحدد من حيث الآليات والعناصر الى دراسة الزواج التفضيلي préférentiel بلا خصاص ومدى حضور ذلك في الأدب الشفوي المحلي ولاسيما الأمثال الشعبية، ولم يفت المؤلف أن يعقد مقارنة حفل الزواج بلاخصاص وبين حفلات الزواج بباقي مناطق تامازغا وبالاساس الريف والقبايل وعند الطوارق مبرزا نقط الاختلاف والتلاقي، ودائما في نفس الفصل، توقف المؤلف عند وضعية المرأة موردا مجموعة من العناصر التي كشف من خلالها عن تطور أوضاع المرأة في الاطلس الصغير الغربي مبديا سلسلة من الفرضيات والوقائع الاجتماعية والتاريخية التي ساعدته على التوصل الى الخلاصات التي تضمنتها دراسته
افرد المؤلف الفصل الثالث لدراسة القبيلة على مستوى اللف، وحاول في البدء تقديم تعريف شامل للف أو أمقون Amqun بالامازيغية الذي توازيه ظاهرة تاضا لدى الامازيغيين في زمور أو زايان أو أيت عطا، وهو عبارة عن بنية سوسيو سياسية تقوم على التحالف بين مجموعة من القبائل لتحقيق اغراض سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دفاعية، ورغم بساطة التعريف فإن دراسة اللف تطرح مجموعة من الاشكاليات البنيوية والتعاقبية التطورية diiachroniques، وقد حفظ لنا تاريخ سوس تأسيس لفين رئيسيين هما حلف تاكوزولت وحلف تاحكات، كما تناول المؤلف هنا الامتداد المجالي للف موضحا أن هذا الاخير وفي إطار المجال لم يكن أبدا منغلقا على نفسه بل كان مفتوحا على مجموعة من المبادلات والأحداث التي سجلها التاريخ المحلي

الفصل الرابع والاخير، درس فيه المؤلف مجمل التحولات التي عرفتها المجموعة بلاخصاص، مبرزا في البداية أهمية دراسة ما أسماه انتروبولوجيا الحياة اليومية مبينا في هذا الصدد بعض العناصر المكونة لنظامين مختلفين هما: التقليد والحداثة، متحدثا عن كون العلاقات المبرمة في إطار هذين النظامين متعاكسة تماما، كما تناول المؤلف التغيرات التي حدثت على مستوى اللغة وكذلك الجانب الفني والموسيقي والمؤسسات واللباس والمعمار··· الخ، مشيرا أن هناك - على ·المستوى الانتروبولوجي - هوية أخرى في طور النشوء والتشكل وتتجسد أكثر لدى الاجيال الصاعدة
في إطار هذه الدراسة، زاوج المؤلف بين مجموعة من المعارف والتي يعد أبرزها التاريخ المحلي والانتروبولوجيا وعلم الاجتماع دون اغفال ما توصل اليه من خلال عمله الميداني الذي بدأه منذ سنة 1981، وذلك كله من أجل اعداد دراسات انتروبولوجية حول الاطلس الصغير الغربي، وتوخى المؤلف في ذلك انجاز مبادرة علمية هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني كله، وستفيد النتائج المتوصل اليها في تعزيز الدراسات الجهوية الخاصة بالشأن المحلي وتدعيم العمل التنموي ·بالمنطقة الذي لا مناص له من اللجوء الى مثل هذه الدراسات

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité